فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة السلام أحب أَن يرَى جِبْرِيل فِي صورته الَّتِي جبل عَلَيْهَا فَاسْتَوَى لَهُ فِي الْأُفق الْأَعْلَى وَهُوَ أفق الشَّمْس فَمَلَأ الْأُفق.
وَقيل مَا رَآهُ أحد من الْأَنْبِيَاء فِي صورته الْحَقِيقَة إِلَّا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم مرَّتَيْنِ مرّة فِي الأَرْض وَمرَّة فِي السَّمَاء.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قالت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قالت أَنا أول هَذِه الْأمة سَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال «إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل لم أره عَلَى صورته الَّتِي رَأَيْته عَلَيْهَا غير هَاتين الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْته متهبطا من السَّمَاء سَادًّا عظم خلقه مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض» الحَدِيث.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَلَفظه قال قلت هَل رَأَى مُحَمَّد ربه فَقالت لقد تَكَلَّمت بِشَيْء قف لَهُ شعري ثمَّ قرأت {لقد رَأَى من آيَات ربه الْكُبْرَى} وَقالت من أخْبرك أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم الْفِرْيَة وَلكنه رَأَى جِبْرِيل لم يره فِي صورته إِلَّا مرَّتَيْنِ مرّة عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَمرَّة فِي جِيَاد لَهُ سِتّمائَة جنَاح قد سد الْأُفق.
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث مِنْهُ.
1266- الحَدِيث الثالث:
فِي الحَدِيث «لَا صَلَاة إِلَى أَن ترْتَفع الشَّمْس مِقْدَار رُمْحَيْنِ».
قلت احْتج بِهِ المُصَنّف وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي بعده عَلَى أَن التَّقْدِير جَاءَ بِالْقَوْسِ وَالرمْح وَالسَّوْط وَغير ذَلِك.
وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث عَمْرو بن عبسة أَنه قال يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أسمع قال «جَوف اللَّيْل الْأَخير فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ» الحَدِيث بِطُولِهِ وَصَححهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحَارِث بن الضَّحَّاك ثني مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يحدث عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَي اللَّيْل أسمع قال «جَوف اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ» الحَدِيث.
وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا جرير عَن مَنْصُور عَن سَالم بْن أبي الْجَعْد عَن كَعْب بن مرّة السّلمِيّ قال سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي اللَّيْل أسمع؟ قال: «جَوف اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تميل الشَّمْس ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُول حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس» انتهى.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله من حَدِيث الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بِهِ سَوَاء.
1267- الحَدِيث الرابع:
فِي الحَدِيث «لَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة وَمَوْضِع قُذَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» قال المُصَنّف والقذ السَّوْط.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي بَاب صفة الْجنَّة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال «لَرَوْحَة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَو مَوضِع قذ يَعْنِي سَوْطه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَو أَن امْرَأَة من أهل الْجنَّة اطَّلَعت عَلَى الأَرْض لَأَضَاءَتْ مَا بَينهمَا وَلَمَلَأَتْهُ ريحًا وَلنَصِيفهَا يَعْنِي الْخمار عَلَى رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» وَفِيه قصَّة.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك بِدُونِ الْقِصَّة.
1268- الحَدِيث الخامس:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم «أَنه قال فِي {سِدْرَة الْمُنْتَهَى} أريت عَلَى كل ورقة من وَرقهَا ملكا قَائِما يسبح الله تعالى».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قال قال عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فِي قوله: {إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى} قيل لَهُ يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي شَيْء رَأَيْت يغشى تِلْكَ السِّدْرَة قال «رَأَيْتهَا يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب وَرَأَيْت عَلَى كل ورقة ملكا قَائِما يسبح الله تعالى» انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل.
1269- الحَدِيث السادس:
وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم «فِي قوله: {إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى} قال يَغْشَاهَا رَفْرَف من طير خضر وَعَن ابْن مَسْعُود وَغَيره يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب».
قلت الأول غَرِيب.
وَقوله ابْن مَسْعُود رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن مَالك بن مغول عَن طَلْحَة بن مصرف عَن مرّة عَن عبد الله بن مَسْعُود «فِي قوله تعالى: {إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى} قال فرَاش من ذهب أعطي نَبِيكُم عِنْدهَا ثَلَاثًا فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة وَأعْطِي خَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة وَغفر لأمته الْمُقْحمَات مَا لم يشركوا بِاللَّه شَيْئا». انتهى.
1270- الحَدِيث السابع:
رُوِيَ أَن الْعُزَّى كَانَت لغطفان وَهِي سَمُرَة فَبعث إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قطعهَا فَخرجت مِنْهَا شَيْطَانَة نَاشِرَة شعرهَا دَاعِيَة وَيْلَهَا وَاضِعَة يَدهَا عَلَى رَأسهَا فَجعل يضْربهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا وَهُوَ يَقول:
يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ** إِنِّي رَأَيْت الله قد أَهَانَك

وَرجع فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال عَلَيْهِ السلام «تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد أبدا».
قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسند والمتن الْمَذْكُورين.
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله الْأَزْرَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد الْهُذلِيّ عَن سعيد بن عَمْرو الْهُذلِيّ قال «قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة يَوْم الْجُمُعَة لعشر لَيَال بَقينَ من شهر رَمَضَان فَبَثَّ السَّرَايَا فِي كل وَجه وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَى من لم يكن عَلَى الْإِسْلَام فَخرج هِشَام بن الْعَاصِ فِي مِائَتَيْنِ قبل يَلَمْلَم وَخرج خَالِد ابْن سعيد بن الْعَاصِ فِي ثَلَاثمِائَة قبل عُرَنَة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمهَا فَخرج خَالِد بن الْوَلِيد فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا من أَصْحَابه إِلَى الْعُزَّى حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال لَهُ أهدمتها قال نعم قال فَهَل رَأَيْت شَيْئا» قال لَا قال فَإنَّك لم تَهدمهَا فَارْجِع فَاهْدِمْهَا فَرجع إِلَيْهَا فَخرجت لَهُ امْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد بن الْوَلِيد ضربا بِالسَّيْفِ فجدلها بِاثْنَتَيْنِ وَهُوَ يَقول:
يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ

الْبَيْت ثمَّ رَجَعَ فَأخْبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَقد أَيِست أَن تعبد أَبَدا» انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَهُوَ أقرب إِلَى لفظ المُصَنّف.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَعَن عِكْرِمَة عَن أبي عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ليهدمها وَكَانَت نَخْلَة عَلَيْهَا سَادِن فجَاء خَالِد فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال لَهُ «أهدمتها» قال نعم قال «رَأَيْت شَيْئا» قال لَا قال «فَإنَّك لم تَهدمهَا ارْجع فَاهْدِمْهَا» فَرجع إِلَيْهَا خَالِد فَهَدمهَا فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة وَاضِعَة يَديهَا عَلَى رَأسهَا وَهِي تَدْعُو بِالْوَيْلِ فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد فَضرب رَأسهَا بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقول.
يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ** إِنِّي وجدت الله قد أَهَانَك

ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ قال «نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد بعد الْيَوْم أبدا» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَجَمَاعَة فَذكر سَرَايَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمِنْهَا سَرِيَّة خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه.
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ بِسَنَد الْأَزْرَقِيّ وَمَتنه قال لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة وَبث السَّرَايَا بعث خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى... الحديث.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِنَقص من حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل ثَنَا الْوَلِيد بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قال لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَخْلَة وَكَانَت بهَا الْعُزَّى فَأَتَاهَا خَالِد وَكَانَت عَلَى ثَلَاث سمُرَات فَقطع السَّمُرَات وَهدم الْبَيْت الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقال «أرجع فَإنَّك لم تصنع شَيْئا» فَرجع خَالِد فَلَمَّا أَبْصرت بِهِ السَّدَنَة وهم حَجَبتهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَل وهم يَقولونَ يَا عزى يَا عزى فَأَتَاهَا خَالِد فَإِذا امْرَأَة عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا تحتفن التُّرَاب عَلَى رَأسهَا فَعَمَّتهَا خَالِد بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقال «تِلْكَ الْعُزَّى» انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فَتْحة مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
1271- الحَدِيث الثامن:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى} قال «وَفِي عمله كل يَوْم بِأَرْبَع رَكْعَات فِي صدر النَّهَار».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه تَلا هَذِه الْآيَة {وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى} ثمَّ قال «أَتَدْرِي مَا الَّذِي وَفَى» قلت الله وَرَسُوله أعلم قال «وَفَى عمل يَوْمه بِأَرْبَع رَكْعَات فِي أول النَّهَار» انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر وَزَاد ابْن مرْدَوَيْه فِيهِ وَزعم أَنَّهَا صَلَاة الضُّحَى انتهى.
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن أبي يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن عَافِيَة ثَنَا جدي ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة. فَذكره.
1272- الحَدِيث التَّاسِع:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قال «أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله خَلِيلَة الَّذِي وَفَى كَانَ يَقول إِذا أصبح وَإِذا أَمْسَى {فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ} إِلَى قوله: {وَحين تظْهرُونَ}».
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة كلهم من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فَايِد عَن سهل بن معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال «أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله إِبْرَاهِيم الْخَلِيل الَّذِي وَفَى كَانَ يَقول كلما أصبح وَأَمْسَى {فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ} حَتَّى ختم الْآيَة» انتهى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُشْتَمل عَلَى جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فَايِد بِهِ.
1273- قوله:
وَكَانَت قُرَيْش تَقول لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو كَبْشَة تَشْبِيها لَهُ بِرَجُل من أَشْرَافهم يُقال لَهُ أَبُو كَبْشَة.
قلت كَأَنَّهُ وهم إِنَّمَا كَانُوا يَقولونَ لَهُ ابْن أبي كَبْشَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي سُفْيَان لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة.
1274- الحَدِيث العاشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه لم ير ضَاحِكا بعْدهَا يَعْنِي قوله تعالى: {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ}.
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع ثَنَا زِيَاد ابْن أبي مُسلم عَن صَالح أبي الْخَلِيل قال لما نزلت هَذِه الْآيَة {أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} لم ير النَّبِي صلى الله عليه وسلم ضَاحِكا بعد انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله ابْن قُرَيْش الْأَسدي قال وجدت فِي سَماع الْفرج بن الْيَمَان ثَنَا عمر بن يزِيد ثَنَا معبد بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم {أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} قال فَمَا رئي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعْدهَا ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا حَتَّى ذهب من الدُّنْيَا انتهى.
وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع. إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ إِلَّا أَنه زَاد بعد قوله ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا.
1275- الحَدِيث الْحَادِي عشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورَة والنجم أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من صدق بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم وَجحد بِهِ بِمَكَّة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أمه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورَة والنجم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم وَكذب بِهِ» انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَلم يقل فيهمَا بِمَكَّة.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلم يقل بِمَكَّة. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

.قال إلكيا هراسي:

سورة النجم:
قوله تعالى: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى}، الآية: 3 و4: يحتج به من لا يجوز لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم الاجتهاد في الحوادث.
قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ}، الآية: 32:
يجوز أن يراد به الصغائر المغفورة عند اجتناب الكبائر.
وقيل: هو أن يصيب الذنب ثم يتوب.
وقيل: اللمم مقارفة الشيء، من غير أن يدخل فيه.
قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} الآية: 38، كقوله: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ}، وقوله: {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها}، وقوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى} الآية: 39. اهـ.

.قال القنوجي:

سورة النجم إحدى وستون وقيل: اثنتان وستون آية.